شعوذة على سرير الهذيان




في غابات آثامي السوداء

حيث السحب تتمدد كجثة

أفتقد أبجدية التفكير

في غابات ظنوني

حيث الغيرة تمتد كالعريش

أهذي بصوت مختنق شاحب

في غابات شوقي القاتلة

أسرق لحظات كي أتأمل صورتك

في غابات عينيك الخطيرة

نظراتي بوقاحة تقطف الشهوة من ملامحك

تلملم ثرثرة الأنفاس عن شفتيك

لم أنتهِ بعد

فما زال ليلي طويل

ومازال هناك متسع من الوقت

لأستحضر طيفك المشاكس

وأعري روحي بأصابع من رياح

ومازال في الليل متسع

لأتصيد الحروف الهاربة من طيفك

لأتكهّن بانفعالاتك

لأبتكر من ظل خيبتي كل الصخب

لأنير غرفتي باحتمالات حضورك

لأرقد على سرير الهذيان

وأبدأ شعوذة تحضير الأرواح

وعندما تحضرك ملوك الشعوذة

تمسك الليل من ياقته

تجرده من أنفاسه

تكسيه سوادا أشد

تضعه في كأس نبيذ معتق أحمر

تشعل سيجارتك لتنشر فيه الدفء

تملأ الليل صخبا بنوبة سعال

تبقى إلى جواري لتودع آخر أنفاس الليل

وتستقبل أول الهاربين من الموت إلى الحياة

أنت لا غيرك

تكسر ظلّ الندى

تترك الأنثى المرتبكة في دهاليز رجولتك

تتركها خائبة ... خائفة ... شاحبة

تتنفس آخر دخان احتراقك

وكما كل فجر ....

يرحل طيفك بعيدا

ويتركني كما قهوتي على نار الغليان

حتى شعوذة أخرى على سرير الهذيان.........