يعتبر الاخراج أحد أهم العناصر المتعلقة بالعمل الاعلامي أو الفني،بل يمكننا أن نصفه بأنه الأب الروحي لكل المواد أو المضامين التي يراها أو يسمعها جمهور المشاهدين أو المستمعين سواء كانت هذه المضامين في اطار برامجي أو في اطار فني . فالاخراج هو عملية تحتاج الي درجة عالية من الحرفية والتمكن فيمكن أن نعرفه بأنه تحقيق أو تنفيذ للقصة أو الاسكريبت المكتوب للعمل ومن خلال هذه العملية يقوم المخرج باستخدام ما يمتلكه من ادوات من مؤثرات واضاءة ومعدات تصوير وحركات الكاميرا وأحجام لقطاتها المختلفة .حيث ان المخرج يختار لكل
لقطة أو مشهد ما يناسبه بداية من الديكور وأماكن التصوير وشكل الممثل أو المذيع وشكل الملابس والمؤثرات الصوتية والضوئية في العمل الي جانب حركات الكاميرا ولقطاتها وأماكنها أثناء تصوير العمل كما أشرنا سابقا ، وكل عنصر يختاره المخرج من بين هذه العناصر يؤدي دورا معينا يستطيع من خلاله المخرج أن يحقق رؤيته ورؤية صاحب فكرة العمل أو معد البرنامج أو مؤلف الفيلم الي جانب ذلك فان دور المخرج يتواصل بعد نهاية التصوير ولا ينتهي بنهايته بل انه يمتد ويستمر الي مرحلة المونتاج والتي لا يمكن اغفال دور المخرج خلالها فهو يقوم باختيار ما يناسب للعرض من اللقطات والمشاهد ويقوم بحذف البعض الآخر أو حذف اجزاء من بعض اللقطات والمشاهد بما لايخل او يضر بالعمل أو بمضمونه فالاخراج هو رؤية مشتركة للمخرج ومؤلف أو معد العمل يقع علي المخرج العبء الأكبر في تنفيذ هذه الرؤية ، الي جانب ذلك فان هناك من يقيس ثراء وقوة المضامين الفنية أو البرامجية علي قوة الفكرة وطريقة تنفيذها أوظهورها للجمهور وهذا هو مايمكن تسميته بصميم اختصاص العمل الاخراجي ، ويتوقف علي المخرج جزء كبير من نجاح العمل وكذلك معالجة المشكلات التي تعرقل اتمام العمل بالشكل المطلوب أو المرجو وكذلك تصحيح الاخطاء التي يمكن أن تحدث من القائمين علي العمل خلال مرحلة انتاجه ويجب عليه أيضا متابعة قيام كل شخص من فريق العمل بدوره المطلوب منه علي أكمل وجه أم لا؟، وأيضا القيام بحل المشكلات الفنية التي تظهر بعد الانتهاء من العمل ، وعلي هذا فان الاخراج ليس عملية عشوائية ولا يستطيع أي شخص غير متخصص أن يصبح مخرجا ناجحا أو من الممكن أن نجزم بأنه لن ينجح في أن يكون مخرجا من الأساس ، فالأخراج قبل أن يكون مهنة تمتهن فانه علم وفن وابداع ومسئولية وتميز.
ولازل للحديث بقية...................