ارتفعت اسعار الذهب منذ بداية العام باكثر من 25%، تأثرا بالازمات الاقتصادية العالمية وخطة التسهيلات النقدية للبنك الفيدرالي المركزي. حيث ارتفعت اسعار الذهبل من 1096 منذ بداية السنة الى 1383 عند كتابة هذه السطور، وذلك بعد ان وصل سعر الذهب الى 1430 دولار قبل ايام قليلة، وارتفاع بنسبة 26% لتشكل اكبر نسبة ارتفاع بسعر الذهب منذ سنة 1979، حيث تضاعف سعر الذهب وقتها.
وتعود اسباب ارتفاع الذهب الى الازمة الاقتصادية العالميةـ والاوروبية بشكل خاص هذا العام، بالاضافة الى خطة المساعدات الامريكية بقيمة 600 مليارد دولار.
حيث ان الازمة اليونانية ادت الى ارتفاع سعر الذهب الى قمة قياسية وقتها الى 1266 دولار،بالاضافة الى خطر كبير هدد كيان الاتحاد الاوروبي واليورو. الازمة لم تنتهي عند اليونان وتنتشر الى دول اوروبية عديدة، ايسلندا، البرتغال،اسبانيا كانت البداية، ومن ثم ازمة قروض كبيرة تجتاح ايرلندا، واسبانيا طوال هذا الوقت مهددة بازمة اقتصادية حادة، بالذات مع نسبة البطالة الكبيرة جداُ والتي تصل الى 20% عندها.
ومن ثم يقوم البنك الفيدرالي المركزي بالاعلان عن خطة مساعدات ثانية كبيرة جدا خلال السنتيتن الاخيرتين، وضخ 600 مليارد دولار للاقتصاد الامريكي عن طريق شراء سندات حكومية وذلك لانعاش الاقتصاد ومحاربة البطالة. طبعاً خطوة كهذه ومع زيادة عرض المال تقل سعر العملة، وتوقعات لتضخم مالي والمستثمرين يهربون الى الذهب كملاذ امن لحماية اموالهم.
واليوم نسمع عن اخبار تفيد انه من المتوقع تخفيض ترتيب فرنسا الائتماني، فرنسا والتي تعتبر ثاني اكبر اقتصاد في اوروبا وواحد من اكبر 5 اقتصادات في العالم في خطر تخفيض ترتيبع الائتماني.
والسؤال الذي نطرحه الان هو: الذهب الى اين؟
اوروبا تمر بازمة اقتصادية كبيرة جدأ تهدد اتحادها، والولايات المتحدة تمر باصعب ازمة منذ سنوات ال 30، والاسوأ هو ان الاوضاع تسوء تدريجياً، ويبدو الذهب في هذه المرحلة كملاذ امن لاموال المستثمرين في الحفاظ على قيمة اموالهم، وللدول للحفاظ على قيمة عملتها. كل الوقت الذي لا نجد به تحسناً في الولايات المتحدة كبداية، ومن ثم في اوروبا، فأن اسعار الذهب سوف تستمر في الارتفاع. ربما الدول النامية بوتيرة نموها العالية ستعطي الفرصة للدول المتقدمة في اصلاح وضعها الاقتصادي، والاخص الصين والتي مع وتيرة نموها هذه والطلب للسلع والمعادن، تنجح في ابقاء اقتصاد العالم "على رجليه" حتى الان.
السنة المقبلة ستكون قوية وهامة، بأعتقادي ان اسعار المعدن النفيس ستستمر في الارتفاع، واي انخفاض في سعره هو تحقيق ارباح من جانب المستثمرين وفرصة لشراءه فقط لا غير حيث لا ارى كيف ممكن ان تتحسن الوضاع الاقتصادية في العالم خلال السنة المقبلة
هذه المقالة هي ابداء رأي شخصي فقط.
</span>