إن أردنا أن نبدأ فسنبدأ أولاً بذكر الله فلم تقم أي حضارة إلا على أساس ديني وميراث عقائدي برغم اختلاف الاّلهة والمعتقدات باختلاف شعوب العالم القديم، فكيف لك أن تبني حضارة عظيمة بالسخرة أو القمع؟! .. فمن أجل إله ومعتقد ديني يمكنك أن تجمع عقولاً و تحشد شعوباً و تشيد حضارة!




و لكن ما هي قصة علاقة الطبيعة والحضارة و الانسان والدين؟ لنتعرف معاً على أحد أقدم الأسرار في التاريخ:
سبب انهيار مصر القديمة..












لنعرف كيف انهارت يجب ان نعرف كيف بدأت :

أرجع العلماء نزوح الإنسان المصري القديم إلى نهر النيل بسبب التغيرات المناخية، وحسب أبحاث د.نيك بروكس أنه قبل الحضارة الفرعونية على ضفاف النيل كانت تلك الصحراء الشاسعة في شمال القارة الأفريقية قد امتلأت بمظاهر الحياة، فكانت الغابات وحشائش السافانا والإنسان المصري القديم الذي كان يقطن بصحراء مصر الكبرى، ولكن التغير المناخي أدى إلى تراجع الرياح الموسمية فاختفت الأمطار وانهار نظام الزراعة ونزح المصري القديم إلى ضفاف النيل وقامت الحضارة المصرية المعروفة، فلولا التغير المناخي ما قامت الحضارة الفرعونية. ومنذ ذلك الحين بدأت الحضارة و استمرت وازدهرت ووصلت إلى ذروتها
حتى نصل إلى نقطة محورية:

الانهيار المفاجيء و عصر الاضمحلال الاول:



ربط الكثير من المؤرخين عصر الاضمحلال الأول بالقلاقل والثورات والاضطرابات وسقوط الدولة القديمة، وهو شيء صحيح بالفعل ولكن ما السبب وراء كل هذا؟

حاول د.فكري حسن عالم المصريات المصري بناء نظرية تجيب على هذا السؤال بسؤال واضح وبسيط:

لماذا تنهار حضارة و هي في ذروتها؟!!

لما ظهرت كل هذه الثورات و الاضطرابات فجأة؟

فكان رأيه أن ثمة حدث أكبر وأخطر، فقال بوجود حالة جفاف كارثي أدى للانهيار ولكن لابد وأن يبرهن على نظريته…

اختار د.فكري حسن مكان يعتقد أنه كان يطل على النيل ويستخدم كمرفأ أيام المملكة ولكنه لم يعد كذلك بسبب انحراف مجري النهر. وقرر د. فكري أن يحفر هذا الموقع على عمق معين لاستخراج عينة من التربة ترجع إلى تاريخ الاضمحلال الأول وانهيار المملكة القديمة ليتم تحليل العينة و يبرهن على صحة نظريته من عدمها، فإما حدث جفاف مريع وإما لا!

فماذا وجد في العينة؟








لم تدل العينة على حدوث جفاف فقط بل أثبتت وجود جفاف كارثي ليس لمدة عام أو عامين بل لمدة جيل كامل!!

فما سبب هذا الجفاف؟

أرجع علماء المناخ ذلك إلى تغير مفاجيء في المناخ العالمي وتغير اتجاه الرياح، فبدلاً من الرياح الحارة التي كانت تهب على القارة الافريقية وتسبب الأمطار في أثيوبيا ثم فيضان النيل هبت رياح باردة مما أدي لانحصار مياة النيل و عدم حدوث فيضان.










و الجدير بالذكر أن هذا التغير لم يضر الحضارة المصرية وحدها بل وأيضا الحضارات المعاصرة للحضارة الفرعونية، والتي انهارت بدورها كذلك ومنها من كان يقطن العراق وفلسطين وسوريا واليونان.







ذلك التغير المناخي الذي أدى لجفاف كارثي كان بمثابة ثورة اجتماعية وفكرية للشعب المصري، حيث كان الشعب يعتقد أن الفرعون هو إله أو ابن إلاله ويستطيع أن يمدهم بالمياه و يتحكم بالطبيعة وهناك ميثاق بينه وبين الشعب على هذا!!

ولكن تغيرت هذه الفكرة في الدولة الوسطى وبدأ الاهتمام بأعمال البناء وخاصةً السدود والخزانات وغيرها.






عليك أن تفتح عينيك الآن وتدرك الحقيقة:

اّمن هؤلاء القوم بأهمية الدين وبدأوا حضارتهم بالحشد الاجتماعي العقائدي ولكن هل حقاً افسدوا الطبيعة واخلوا بالتوازن البيئي ولوثوا العالم؟

الإجابة واضحة:…… لا!

حدث التغير المناخي دون أي إخلال بالتوازن البيئي و أطاح بهم. إذاً هل السبب فعلاً وراء الكوارث الطبيعية هو أسباب مادية في المقام الاول ؟؟

الاجابة ايضا واضحة: بالفعل لا








فبينما كان للفراعنة معتقدات و عبادات بعيدة عن الحق ..فماذا نري الاّن ؟؟

انتشار الالحاد ,العلمانية ,الحروب ,العنصرية , الطائفية ,اهانة الاديان , السوداوية و عبادة الشيطان , الديكتاتورية و القمع , خداع الشعوب , توجية الرأي العام بالنفاق .و بالرغم من ان جميع الاديان تدعو للعدل و الحق و الخير في مضمونها.

فالطبيعة تستطيع ان تحدث تغيرا مناخها رغم انوفنا . و لكن هل نستطيع نحن تغيير انفسنا.

فالحضارة من صنع الانسان.. و الطبيعة من صنع الله.. فلماذا تنهار علينا افعالنا !!!

_______________________________________________