مقدمة :

شريط الفيلم السينمائي هو شريط رفيع ، شفاف ، من مادة لينة ، مطلي بطبقة من مادة حساسة ، والتي تتكون عليها كادرات الصورة إذا ما تعرضت للضوء من خلال عدسة الكاميرا . وتكون تلك المجموعة من كادرات الصورة نيجاتيف الفيلم ، والذي يتم طبعه بعد ذلك على شريط فيلم آخر ، ليكون بوزتيف الفيلم . وحين يتم عرض صور شريط البوزتيف هذا على شاشة بواسطة آلة العرض ، واحدة إثر الأخرى في سرعة بمقدار 16 كادر في الثانية في الأفلام الصامتة ، و24 كادر في الثانية في الأفلام الناطقة ، تعطى الإيحاء بالحركة المستمرة ، طبقا لنظرية "بقاء الرؤية " .

وكانت نترات الفضةSilver nitrate فيما مضى هي المادة التي يطلى بها شريط الفيلم ، لتتحول لفضة سوداء حينما تتعرض للضوء ،كان ذلك في أوائل القرن السابع عشر , عندما توصل شولز في عام 1725 إلى المادة الحساسة التي تسجل الصورة , إذ أكتشف أن أملاح الفضة تتغير كيميائياً عندما تسقط عليها أشعة الضوء . وفي الجزء الأول من القرن الثامن عشر، تم عمل الكثير من التجارب بواسطة كاميرات بدائية ، وقد أدت هذه التجارب إلى التصوير على ورق مطلى ببروميد الفضة silver bromides ، ولكن نيجاتيف الصورة كان يسود أيضا فور خروجه من الكاميرا.
وفي حوالي عام 1835 عمل الأنجليزى فوكس تالبوت Fox Talbot على تحويل أملاح الفضة Silver Salts من حالة التبخر إلى حال أكثر ثباتا والتوصل إلى صورة نيجاتيف دائمة , والتي كانت أيضا شفافة بالدرجة الكافية لتسمح بمرور الضوء لعمل نسخة بوزتيف منها على فيلم آخر.
وفي نفس الوقت قام لويس داجور Louis Daguerreفيفرنسا بتطوير طريقة أخرى يستخدم فيها سطح من الفضة على سطح آخر من النحاس لإنتاج صورة بوزتيف ، وفي عام 1839 نالت هذه الطريقة شهرة واسعة لبعض الوقت . ولكن نظرا لأنها كانت تأخذ الكثير من الوقت ، ولأنه كان من الصعب الحصول على عدة نسخ من الصورة ، أصبح من المفضل لمستقبل التصوير استخدام طريقة تالبوت Talbot من الفضة وألواح النحاس .
واستمرت التجارب في التصوير وخصوصا مع ريادة مايبردج Muybridge في تسجيل الحركة على سلسلة من الصور المنفصلة . إلا أن التطور الثاني الكبير كان في طريقة التصوير نفسها عام 1889 على يد جورج إيستمان Goerge Eastman باستخدام قاعدة تصنع من مادة نترات السليولوز الشفاف (وهي مادة قابلة للاشتعال )للفيلم 35 مل ذو أربع ثقوب على جانب كل كادر كقاعدة لأملاح الفضة بدلا الألواح ، والذي بالتالي شجع أديسون Edison ومساعده ديكسون Dickson عام 1891 على تطوير كاميرا الكينتوجراف Kinetograph ، وآلة العرض الكينتوسكوب Kinetoscope في عام 1893 .
ومن هنا وحتى يومنا هذا أصبح هذا الفيلم هو المقياس العالمي المستخدم للتصوير السينمائي , بل وأصبحت قاعدة الفيلم تُصنع من أسيتات السليولوز الغير قابلة للاشتعال .