بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي في الله لقد آليت على نفسي وأنا أدافع عن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن لا أتكلم إلا من القرآن ، ولا أظن أحد يجرؤ فيقول هذا محرف وهذا ليس موجود في كتاب الله ، أو هذا مكذوب على الله ، ولا يقول ذلك إلا كافر ـ والعياذ بالله ـ فالقرآن محفوظ من التحريف بحفظ الله له ، لله الحمد ، وأنا أخاطب الرافضة بخطاب القرآن الذي يزعمون أنهم مؤمنون به .
وأقول لهم اقرؤوا سورة النور جيداً واقرؤوا تفسيرها من كتبكم وكتب أهل السنة .
واعلموا أن الله ذكر حكم الذي يقذف عامة المحصنات المؤمنات ، وبعد أن ذكر حكمه وحده ، وعد الله بقبول توبته ، ولكنه لم يعد بقبول توبة من قذف أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ وإليكم بيان ذلك من كتاب الله ، فتعالوا بنا إلى القرآن الكريم .
قال تعالى والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون * إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ).
النور، الآيتان : 4 –5 .
فقد وعد الله بقبول توبة من يقذف عامة المسلمين والمسلمات وهذا ما فهمناه من الآيتين السابقتين.
وعندما برأ الله زوجة رسوله في نفس السورة ، من الآية (10) حتى الآية (26) ، أي بلغت براءة عائشة مما اتهما به أهل الإفك (16) آية ، وهذا يدل على مكانتها عند ربها ، فقد برأها الله بذاته،
ملاحظة (
عندما اتُّهِم نبي الله يوسف عليه السلام ـ بالزنى ؛ برأه الله على يد شاهد من أهل العزيز، وعندما اتهمت الصديقة مريم البتول ـ عليها السلام ـ بالزنى ؛ برأها الله على يد ابنها عيسى وهو نبي ، وعندما اتهمت أمنا عائشة ـ رضي الله عنها ـ لم يبرئها على يد نبي أو غيره من البشر بل برأها الله بذاته ، وهذا من أكبر مناقب الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله (عائشة) ، وجعل براءتها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة في كل زمان ومكان ، ولله الحمد .
وأنا لن أسرد الآيات التي برأت عائشة حتى لا أطيل عليكم ، فالآيات مذكورة في القرآن الكريم وهي في متناول الجميع ، ولله الحمد ، ولكن سأكتفي بذكر آية واحدة من أصل (16) آية ، وهي قوله تعالى : (( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ))
النور ، الآية : 23 .
وهذه الآية خاصة بعائشة ، فقد ذكرت سابقاً أن حكم قذف جميع المؤمنات ذكره الله في الآية الرابعة من السورة نفسها، ولم يلعنه الله في الدنيا والآخرة ، ولم يعده بالعذاب العظيم ، بل حدد له حداً ، وأعطاه فرصة للتوبة ووعد بقبولها بقوله : (والله غفور رحيم)
أما هذه الآية فهي خاصة بعائشة ، فقد ذكر الله أن قاذف عائشة قد لعنه الله في الدنيا والآخرة ووعده بالعذاب العظيم ، ولم يعطه فرصة للتوبة لأنه كافر ، ولا توبة لكافر حتى يعلن إسلامه قبل كل شيء ، ومن ثم يتوب إلى الله من كل ما بدر منه ،
فمن خلال الآيتين (الآية الرابعة ـ والآية الثالثة والعشرين) قد بين الله أن قذف عائشة ليس كقذف سائر المؤمنات ، والسبب أن قذف عائشة هو أذى للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنتم تعلمون حكم من يؤذي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ