بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بما ان التداعيات والاسئله كثرت حول الشبكة اللاسلكية سوف اقوم بكتابة اهم الاخبار الجديدة عن تقنيات الاتصالات اللاسلكية وثورة الاتصالات المقبلة .


يبدو أن التقدم التقني أصبح يتسارع بطريقة لا تمكننا من أخذ قسط من الراحة! ما إن نسمع بتقنية جديدة ونبدأ نتلمسها حتى تأتي تقنية أخرى أحدث منها بمراحل، فبينما ما زلنا في أول سكرة شبكات الواي فاي Wi-Fi اللاسلكية، إلى درجة أنها لم تطبق في السعودية إلا في أماكن يمكن عدها على الأصابع، ويعتبرها البعض فوق «طاقته» و«إدراكه».
ومع بداية اكتشاف البلوتوث Bluetooth بكل تطبيقاته، وبداية الاعتماد على تقنية منافذ الأشعة تحت الحمراء Infrared، لنقل بعض البيانات بين الأجهزة الصغيرة المختلفة، انطلقت تقنيات أخرى أخذت تزاحم سابقاتها وتضعها تحت خانة المهددين بالتصفية، خصوصاً أن تقنيات الواي فاي والبلوتوث والأشعة تحت الحمراء تبدو هزيلة وقديمة بجانب هذه التقنيات الثورية الجديدة! بدأنا نسمع عن تقنية الواي ماكس التي يعدها الكثيرون حدثاً ثورياً في عالم الاتصالات اللاسلكية، يأتي معها على الفور تقنية 802.16e التي تشبهها إلى حد كبير، كما يتم حالياً تطوير تقنية الواي فاي للحصول على النسخة الجديدة منها 802.11n، وأخيراً تأتي الإنترنت ذو الحزمة العريضة ليشكل بعداً آخر في الاتصال اللاسلكي القريب المدى ويكميات ضخمة من البيانات.
التقنيات الجديدة هذه تختلف في نوعيتها وسرعاتها وتطبيقاتها، ولكن المطورين على اختلاف مشاربهم يجمعون على أمر واحد: القضاء تماماً على «الأسلاك».
تعتبر تقنية الواي ماكس WiMAX، التقنية الأكثر نضجاً من بين كل التقنيات اللاسلكية المقبلة للاتصال بالإنترنت، وهي تقنية تم تطويرها من قبل 70 شركة تقنية حول العالم على رأسها شركة إنتل Intel))، وكوفاد Covad))، و إي تي آند تي AT&T))، وفي حين تقوم تقنية الواي فاي الحالية بتغطية مساحة مقدارها حوالي 300 قدم من بث الإنترنت اللاسلكي فإن محطة الواي ماكس يمكنها تغطية مساحة دائرة يبلغ نصف قطرها 45 كيلومتراً من بث الإنترنت، وهذا ما يجعل الواي ماكس حلاً مثالياً لإيصال الإنترنت إلى أماكن بعيدة، وتعميمها على مدن بأكملها، خصوصاً أن نقطة البث الواحدة بإمكانها أن تنقل بيانات بسرعة 70 ميغابايت في الثانية، في حين أن سرعة الواي فاي لا تتجاوز 11 ميغابايت في الثانية.
في ظل تطبيق هذه التقنية سيتمكن المستخدم من الدخول إلى الإنترنت منزله بدون أية أسلاك، كما يمكن للشركات تغطية مدن بأكملها ببث الإنترنت تماماً كبث الراديو أو الجوال، فمدينة مثل الرياض لن تحتاج إلا إلى حوالي 2 أو 3 أبراج بث لتغطية المدينة بأكملها، ومن المتوقع أن تكون خدمة الواي ماكس أرخص من الاتصال بالإنترنت عبر الكيبل أو DSL وذلك لأن الواي ماكس توفر تكلفة التوصيلات السلكية مما ينعكس إيجاباً على تكلفة الخدمة بالنسبة للمستخدم.
وكانت شركة إنتل Intel)) وشركة فوجيتسوFujitsu) ) من أوائل الشركات التي رفعت شعار WiMax))، وانضمت إليهما العديد من الشركات العالمية من أمثال نوكياNokia) ) وسيسكوCisco) ) وبروكسيم Proxim))، ليكونوا جميعاً اتحاداً أسموه اتحاد WiMAX، ويهدف هذا الاتحاد إلى تعميم استخدام شبكات الاتصال اللاسلكية Wireless عالمياً باستخدام معايير موحدة، ويتضمن ذلك اعتماد تقنيات وأجهزة متوافقة مع هذه المواصفات، واتفاق هذه الشركات الكبرى على معايير موحدة سيجعل من السهولة بمكان إجراء الاتصالات اللاسلكية ليس فقط بين منتجات الشركة الواحدة، بل بين منتج أي شركة وشركة أخرى، وهذا سيكون في صالح المستهلك في النهاية. وقد تم اختيار معايير أكاديمية المهندسين الإلكترونية والكهربائية في أميركا IEEE المصنفة برقم 802.16 لتكون هي المعايير الموحدة للواي ماكس، والرقم الرمزي لها، ويعمل التجمع بالتالي على دعم هذه التقنية وتسويقها عالمياً عبر منتجاتهم المختلفة. وقد تضاربت الآراء حول هذه التقنية الجديدة وإن كانت أغلبها تصب في صالحها، حيث أصدرت مؤسسة بيراميد (Pyramid Research) للأبحاث أن الواي ماكس ستنجح نجاحاً باهراَ على الصعيد التجاري، ولكن الأمر لن يكون سهلاً، وسيأخذ وقتاً أطول، حيث من المحتمل أن لا يتقبل الموزعون والتجار حول العالم هذه التقنية الجديدة، كما قد يتردد الخبراء التقنيون ومسؤولو الدعم الفني في الشركات والمؤسسات في خوض غمارها، كما قد يواجه السوق بشكل عام ضبابية في تقبل واعتماد هذه التقنية في ظل تضارب العديد من تقنيات الاتصال اللاسلكي وتشعبها بحيث أصبح من الصعب على الكثيرين تفضيل تقنية على الأخرى، على الرغم من أن التوقعات تذكر أن سوق الاتصالات اللاسلكية عبر الواي ماكس سيصل حجمه إلى 1.2 مليار في عام 2007 .
وتتوقع مؤسسة بيراميد أن اعتماد تقنية الواي ماكس عالمياً سيكون عبر مرحلتين، المرحلة الأولى هي صناعة الأجهزة والتقنيات والبرمجيات الداعمة لهذه التقنية، وقد تستغرق هذه المرحلة طيلة عام 2004، ولن تكون هذه المرحلة بالمرحلة الممتعة على حد قول المؤسسة حيث ستنفق الشركات كثيراً على تطوير التقنيات وصناعة الأجهزة.
ومن المتوقع ألا يقبل الموزعون والمستخدمون على هذه التقنية حين تواجدها فعلياً في الأسواق في مطلع عام 2005 لغلاء أسعارها، ولكن من المتوقع أن تنخفض أسعارها فيما بعد إلى درجة يصبح فيها من الصعب على المستخدمين تجاهل هذه التقنية، وقد تصل أسعارها إلى نصف أسعار الطرق الحالية للاتصال بالإنترنت. وفي نفس الوقت تقريباً ستبدأ المرحلة الثانية، وهي ولادة الاستخدام الشعبي العريض لها.
وترى المؤسسة في النهاية أن المستخدم هو الذي سيحكم وهو من تكون له الكلمة في النهاية، حيث أن إقبال عموم الناس على هذه التقنية سيدفع بالتالي الموزعين والتجار إلى اعتمادها كخط توزيع رئيسي لهم.
وحالياً من المتوقع أن تعتمد بعض المؤسسات التي لا تتمكن من الاتصال بالإنترنت عبر الكيبل أو DSL تقنية الواي ماكس لتسيير أعمالها، كما قد تعتمدها بعض المؤسسات التي لا ترى ارتفاع سعر هذه التقنية عائقاً بالنسبة لها.
ويرى الباحثون أن القطاع السكاني سيشكل العدد الأكبر من المشتركين في هذه التقنية، وهذا لا يعني أنهم سيشكلون الجزء الأكبر من الدخل، وفي نفس الوقت لا يرون أن تقنية الواي ماكس ستشكل بديلاً منافساً للأماكن التي اعتمدت مسبقاً تقنيات الواي فاي، حيث لن تشكل فارقاً كبيراً على المستخدمين من حيث التكلفة على الرغم من أنها تفوقها في السرعة، وبذلك لن يتوفر لهم دافع كبير للتغيير.
الجدير بالذكر أن شركة إنتل تتفاوض حالياً مع مدينة هوستونHouston) ) لتكون أول مدينة تعتمد تقنية الواي ماكس بالكامل، العرض مغر للغاية، حيث يمكن لأي شخص في المدينة تشغيل كومبيوتره الشخصي ليجده متصلاً بالإنترنت ما دام في نطاق المدينة! وذكرت الشركة أنه في حال توقيع العقد ستكون هذه هي الخطوة الأولى نحو تعميم بث الواي ماكس على ولاية جورجيا بالكامل. وأخيرا أعلنت شركة أكسيليراAxxcelera) ) عن انضمامها إلى اتحاد الواي ماكس، وتعد هذه الشركة من أكبر الشركات العالمية في صناعة الاتصالات اللاسلكية ذات الخزمة العريضة ومن أكبر المصنعين لأجهزتها وأدواتها، وتملك شركة أكسيليرا أكبر حصة من سوق أجهزة الاتصالات اللاسلكية في العالم، كما أنها اعتمدت تقنية 802.16 بالفعل في جيلها المقبل من الأجهزة اللاسلكية، وكذلك أعلنت شركة زد.تي.إي ZTE)) انضمامها إلى الاتحاد لتكون أول شركة صينية تقدم على هذه الخطوة، وهي من أكبر الشركات الصينية في مجال الاتصالات على الإطلاق حيث تسيطر على حوالي 80% من حجم السوق هناك.
يعكف الباحثون حالياً على تطوير خدمة جديدة تمكن المستخدمين من التقاط بث الإنترنت لاسلكياً وأطلقوا على هذه التقنية الجديدة مصطلح رمزي e802.16. وهناك تشابه كبير بين هذه التقنية وتقنية الواي ماكس، بل إن الواي ماكس تتفوق عليها في إمكانية بث الإنترنت لأشخاص ينتقلون بسرعات عالية تصل إلى 250 كيلومترا في الساعة كمن يسافرون في القطارات السريعة، في حين أن تقنية e802.16 يمكن التقاطها من أجسام تتحرك بسرعة تصل إلى 150 كيلومتراً في الساعة كحد أقصى، وتتضارب آراء الباحثين حول التمييز بين هاتين التقنيتين، ويؤكد مدير مركز إي بي آي ABI للأبحاث أن هاتين التقنيتين تتشابهان إلى حد كبير مع وجود فوارق بسيطة بينهما، والفارق الواضح هو أن تقنية e802.16 تستهدف المستخدم العادي الذي يتصل بالإنترنت عبر جهازه الجوال أو كومبيوتره الكفي، في حين تستهدف تقنية الواي ماكس الاستخدام المكثف للإنترنت من قبل بعض الشركات والمؤسسات.
وقد صدرت هذه التقنية أساساً من كوريا كما أعلنها أخيرا مسؤول في شركة سامسونغ، وهي تقنية حديثة جداً حيث تم الإعلان عنها رسمياً في فبراير الماضي، حيث ذكر أيضاً أن أكاديمية المهندسين الإلكترونية والكهربائية في أميركا قد اعتمدت هذه التقنية وتبنتها في معاييرها العالمية، وقد وعدت شركة إنتل بطرح هذه التقنية في الأسواق بمطلع عام 2006، مع وجود إشاعات بطرحها تجريبياً على نطاق محدود هذا العام.
يبدو أن تقنية الواي ماكس لن تقضي على تقنية الواي فاي كما يظن البعض، حيث لا تزال تلقى تقنية الواي فاي اهتماماً من الباحثين، وهم حالياً يعكفون على تطوير تقنية الواي فاي تحت مصطلح رمزي جديد هو n802.11، حيث ستمنح هذه التقنية الجديدة للواي فاي سرعة تصل إلى حوالي 10 إلى 20 ضعفا السرعة الحالية، حيث يعد المطورون بتقنية تصل سرعتها إلى 100 ميغابايت في الثانية، والمستفيد الأول كما هو واضح ستكون الشركات التي تريد إيصال خدمة الإنترنت إلى موظفيها بتكاليف أقل وسرعات أعلى، ولكنها بالطبع لن تكون ذات فائدة كبرى للمستخدمين العاديين في منازلهم. ولم يتم إعلان توقيت لطرح هذه التقنية، ولكن بعض الباحثين يرون أنها ستكون متاحة قبل نهاية هذا العام.
بدأ مصطلح «السعة المضاعفة» Ultra- wideband) ) أوUWB) ) يشق طريقه في عالم التقنية انطلاقاً من العالم المتقدم وتحديداً من الولايات المتحدة واليابان، ورغم أن هذه التقنية الجديدة حديثة الولادة نسبياً إلا أن الخبراء يتوقعون لها أن تصبح ملء السمع والبصر خلال سنوات قليلة من الآن. ويلاحظ أن الكثير من العاملين في عالم الاتصالات لم يسمعوا بعد بهذه التقنية رغم أنها موجودة منذ زمن لأن الجيش الأميركي كان يحتكر استخدام هذه التقنية لأغراض عسكرية، واستمر ذلك حتى فبراير 2002م حين وافقت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية على السماح بالتطبيقات التجارية لهذه التقنية الجديدة ولكن على نطاق محدود، ويقوم حالياً فريق عمل مكون من مجموعة من الشركات بقيادة الشركة العملاقة «تكساس إنسترومينتس» Texas Instruments) ) بتطوير هذه التقنية.
وتعمل تقنية إنترنت النطاق العريض على نقل كمية ضخمة من البيانات لاسلكياً عبر مسافات قصيرة تصل إلى حوالي 30 قدماً، وبتقنية متطورة تسهل اختراق الحواجز كالجدران والأجهزة، ويهدف مطوروا هذه التقنية إلى إيجاد تقنية ربط لاسلكية متقدمة بين الأجهزة المختلفة القريبة من بعضها كالأجهزة المنزلية مثلاً، حيث يمكن ربط الحاسب الآلي بملحقاته المختلفة، أو ربط جهاز الفيديو والاستريو بالتلفزيون، بحيث يتم الاستغناء تماماً عن الأسلاك، ولذلك يرى الباحثون أن هذه التقنية تشكل تحدياً حقيقياً لتقنيتي الواي فاي والبلوتوث، ومن المتوقع أن تطرح هذه التقنية في منتصف العام المقبل.
ويتحدث البعض عن استخدام آخر متقدم لهذه التقنية وهو استخدامها في تحديد المواقع لمنافسة أنظمة GPS، حيث يرى بعض الباحثين أن تقنية إنترنت النطاق العريض إن استخدمت في تحديد المواقع فستعمل بتقنية التحديد من ثلاثة اتجاهات في نفس الوقت مما يعطي دقة أعلى بكثير من أجهزة تحديد المواقع الحالية. وتتميز هذه التقنية بدرجة عالية من الأمان والسرية، وقد يكون لخلفيتها العسكرية سبب في تطوير ذلك مسبقاً، وقد تردد بالفعل العديد من الشركات في اعتماد تقنية الواي فاي خوفاً من انتهاك حاجز السرية، مما قد يجعل هذه التقنية الجديدة مثار اهتمام أكبر من قبل المهتمين بقضايا الخصوصية والأمان.