إيهاب الشوافي: تحوّل استخدام الإنترنت في العاصمة اليمنية صنعاء إلى ظاهرة ملفتة حيث تنتشر مئات من مقاهي الإنترنت وهي مقصد يومي يرتاده متصفحو شبكة النت وجلهم من الشباب، ظهور مقاهي الإنترنت في المدن اليمنية أسهم بصورة مباشرة في تسهيل تصفح المواقع الإلكترونية، وشكلت المتاح الممكن أمام غالبية المستخدمين.
عامر هزاع (مدير عام الإنترنت): عندما بدأت اليمن نت تقديم الخدمة بدأ الوعي التكنولوجي وبدأ فعلاً إقبال الناس على الاشتراك بالإنترنت، مما اضطررنا إلى توسيع الشبكة عدة مرات الآن الشبكة جاهزة لحدود 300 ألف مشترك إنترنت.

إيهاب الشوافي: الحاجة إلى الإنترنت في أوساط الشباب اليمني تتعاظم مع مرور الوقت خاصة للطلاب والباحثين، ومع ذلك تكشف مؤشرات محركات البحث على الشبكة واستبيانات محلية أن مواقع الدردشة وحتى المواقع غير الأخلاقية هي الأكثر زيارة في سجل التصفح الخاص بمستخدمين من اليمن.

د. مهند فائز: نرى معظم شباب المسلمين قد غفلوا ما يدخلون الشبكة العنكبوتية إلا لغرض الترفيه والدردشة وضياع الوقت.

علي عصام عبد الأمير: أنت الآن لو درت في الكاميرا رح تلاقي حاجة واحدة بين الشخص اللي هناك فاتح دردشة، الشخص اللي هنا فاتح دردشة، هذا فاتح لي أفلام وهذا اللي فاتح لي حاجة ثانية.

جمال جبران: المشاكل الجديدة اللي تظهر الشباب يحاول يهرب منها مشاكل مادية، مشاكل اجتماعية جديدة تظهر في إطار التكوين الأسري نفسه، يعني المشاكل معقدة، الشاب دائماً يهرب من هذه المشاكل إلى أين؟ إلى أي مكان، ولكن الوضع الحالي الذي يجدها الشاب منفذ الإنترنت، مقاهي الإنترنت منتشرة على مستوى الجمهورية كاملة.

إيهاب الشوافي: ارتفاع نسبة زوار مواقع الدردشة والباحثين عن المواقع الجنسية أبقى على نظرات الشك حيال أهمية ودور الإنترنت مما قد يفسر القلق الاجتماعي من مقاهي الإنترنت، إلى حد يرى البعض أنها تشكل خطراً على الثقافة المحافظة للمجتمع وتفسد أخلاق الشباب.
جمال جبران: هي تساهم في إفساد أخلاق الشباب صحيح وزي ما قلت أنت مواقع إباحية، شات، مراسلة، مواعيد، ضياع وقت، بالشكل هذا هي فعلاً ساهمت في فساد أخلاق الشباب ولكن ليست السبب الرئيسي.

إيهاب الشوافي: يخوض مزودا الخدمة صراعاً يومياً لمنع الوصول إلى المواقع الإباحة، لكن السيطرة التقنية على هذا الأمر ليست دائمة، فإمكانية اختراق إجراءات الحجب والفلترة تحدث بصورة متكررة.

- لا تزال وزارة الاتصالات تعتقد بأنها قادرة على التحكم فيما يقرأه الناس أو فيما يطلعون عليه، وكأنها تعيش في الزمن المفترض أن الإنترنت خُلق له بمعنى أنها ما تزال الوزارة تحاول أن تنتقي للناس ما يجب مشاهدته.

عامر هزاع (مدير عام الانترنت): أعتقد أنا أن قضية حجب المواقع اللاأخلاقية اللي تمس ديننا وأخلاقنا هي سياسة بلد ما هي.. يعني أي مزود خدمة جديد حتى يدخل أعتقد لازم يلتزم بهذا حماية لمجتمعنا، إحنا لا نحجب مواقع سياسية ولا نحجب أي مواقع أخرى غير هذه المواقع اللاأخلاقية وهي تقريباً هي مطالبة جماهيرية.

إيهاب الشوافي: ومنذ ثلاث سنوات قررت وزارة الاتصالات إزالة السواتر التي كانت تعزل بين متصفحي النت داخل مقاهي الإنترنت وكشف شاشات الحاسبات في محاولة لتضييق الخناق على زوار تلك المواقع.
عامر هزاع (مدير عام الإنترنت): أنا أظن إنه كان استخدام الإنترنت في المقاهي اتجاه غير سليم، وبالتالي وزارة الاتصالات تنبهت إلى هذا وأصدرت قرار أن فتح الحواجز وجعل المقاهي مفتوحة، وهذا ساعد كثير إنه الناس اللي بيدخلوا للمقاهي صار الآن استخدامهم للإنترنت هو الاستخدام الأمثل والجيد.

إيهاب الشوافي: إلى حد ما نجحت تلك الإجراءات في تخفيف الضرر الذي لحق بسمعة مقاهي الإنترنت كمصدر لإشاعة سلوكيات هدامة، لكنها إجراءات انتهكت حسب البعض حق الخصوصية ولا تمثل الحل المناسب.
- عن طريق إزالة الحواجز ما بين الكابينات وعرض الشاشة إلى الشارع بمعنى أنني لا أمتلك حريتي الشخصية في مشاهدة أشيائي الشخصية، بمعنى أن الجميع يشتركون معي في رؤية ما أشاهده بالشاشة، يعني مسألة الخصوصية تنتفي تماماً، وفوق هذا أنا كشخص بالغ وواعي أعتقد بأن الوزارة لم تفهم بأن لي الحق في الخطأ، مسألة الحق في الخطأ ذاتها مسألة لا تعيها الوزارة أبداً.

عامر هزاع (مدير عام الإنترنت): كانت هذه الخصوصية الشديدة جداً إلى درجة إنه كان بعض المقاهي بتعطي غرفة مغلقة للشخص بجانب الكمبيوتر فأعطت هذه تشجيع للأشخاص غير المستخدمين الجيدين للإنترنت على أنهم يقبلوا أكثر إلى مقاهي الإنترنت، وبالتالي كان الشخص الذي يرغب في استخدام الانترنت بالشكل الأمثل حتى يخجل أنه يذهب إلى مقهى إنترنت لأنه صارت سمعة إنه من يرتاد مقهى الإنترنت يرتاد مواقع غير أخلاقية، وبالتالي تدخلت وزارة الاتصالات في وقت كان فعلاً تحتاج إلى التدخل لأنه صار سمعة ارتياد مقاهي الإنترنت سمعة غير جيدة.

إيهاب الشوافي: احتكار تقديم خدمة الوصول إلى الشبكة العنكبوتية عبر مزودين يتبعان وزارة الاتصالات يعد شكلاً آخراً للرقابة الحكومية على استخدام الإنترنت الذي ما يزال في نطاق ضيق، إذ لا يتعدى عدد المشتركين 300 ألف مشترك، فيما يقدر عدد المستخدمين بنحو 800 ألف شخص أي أقل من 4% من إجمالي السكان.
د. حسن سعيد: أتصور وجود هيئة مستقلة سيعطي دافعاً لزيادة عدد المستخدمين في الجمهورية اليمنية لاستخدام الإنترنت بدلاً من تشتيتها على أكثر من جهة، والجهات مشغولة بأشياء أخرى، لو وُجدت جهة معينة تتولى الاهتمام بزيادة استخدام المواطنين لعملية الإنترنت سيعطي دافعاً قوياً لانتشارها كثقافة.

إيهاب الشوافي: ورغم احتساب ريال واحد عن كل دقيقة استخدام للمشتركين في الدايل أب أي ما يعادل 30 سنتاً من الدولار في الساعة الواحدة ينادي الكثيرون بتقديم خدمة الإنترنت مجاناً للإسهام في نشرها في أوساط المجتمع.
د. حسن سعيد: أول معوق هي الغلاء بالنسبة لاستخدام الإنترنت لا زالت الخدمة تمثل عبء اقتصادي على المواطن الذي يريد أن يستخدم الإنترنت، فمثلاً كعضو هيئة تدريس أجد إنه في حالة استخدامي الإنترنت ففي غالباً في حدود 10- 15 ألف شهرياً تعتبر كلفة زائدة علي.

إيهاب الشوافي: أحد عشر عاماً على إطلاق خدمة الإنترنت في اليمن خلقت وعياً متنامياً في أوساط من اجتذبتهم الشبكة العنكبوتية إلى أوراقها بألوانها المختلفة، خيارات مفتوحة وضعت الغث والسمين في حيز متاح للاستخدام، وربما أولويات التصفح للبعض دون المستوى، لكن هذا لا يمنع أن الإنترنت باتت من المؤثرات الثقافية الهامة لدى شباب المدن اليمنية.

من برنامج محطات