الأدب العربي : تعريفه:-

هو كل ما قالته العرب من شعر و نثر .

الشعر:-

هو الشعر العامودي الجاهلي ، الذي بقى إلى يومنا هذا ، و هو شعر فصيح لا علاقة له بالشعر الشعبي و الحر ، فهو يعتبر مدرسة تختلف عن غيرها من الشعر ، و قد كان العرب قد برعوا فيه ، فارسل الله محمد صلى الله عليه و سلم رسولا لهم ، و معه القران الكريم ، و تحداهم أن يأتوا بمثله فعجزوا جميعهم ، و يستدل بذلك انهم فصحاء فاتاهم الله بالقران كما أتى بني إسرائيل إذ برعوا في الطب بالروح فعجزوا أيضا .

تاريخه:-

يذكر أهل الأدب أن أول أبيات قيلت في العرب هي ثلاثة أبيات نسبت إلى عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي ، قالها عندما أخرجتهم بنو غبشان من خزاعة و بنو بكر بن عبدمناة بن كنانة ، قبل حوالي ألفين عام من مكة ، و هاهي الأبيات :-

يا أيها الناس سيروا إن قصركم
أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا

حثوا المطي و أرخو من أزمتها
قبل الممات و قضوا ما تقضونا

كنا أناس كما كنتم فغيرنا
دهر فانتم كما كنا تكونونا


روائع الشعر
إن الشعر له من الآن ما يقارب ألفين عام ، و العرب تنظم القوافي في كل مكان ، و عند كل أمر ، ففي الحرب تنظم القصائد و الملاحم ، قبلها و بعدها ، و في الحب و الغرام ، و في كل أمر يصيبهم ، فمن الصعب أن نحدد قصيده أو قصيدتين ، و نقول إنهن روائع الشعر ، و لكن من اجمل الشعر المعلقات العشر .

افضل الشعراء

اختلف الناس كثيرا حول أقوى الشعراء ، فمنهم من قال أمرؤ القيس بن حجر ، و فضله على زهير بن أبي سلمى المزني ، و نقيض ذلك من قال زهير ، و اختلفوا كثيرا حتى استدلوا بحديث رسول الله ( امرؤ القيس يقدم بلواء الشعر إلى النار ) ، و قال من فضل زهير إنما قاله رسول الله لقدم امرؤ القيس في الشعر ، و لكن الأدباء المعاصرين قسموا الشعر إلى عصور و جعلوا لكل عصر افضل شعراء ، إلا الجاهلي لكثرة الشعراء فعددهم يفوق الآلاف ، أما الأموي و العباسي فمنهم معن بن اوس المزني، و العباسي المتنبي احمد بن الحسين و أبو تمام و البحتري.

العصر الجاهلي :

اجمع الأدباء على أن هذا العصر أمتد من قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بقرن ونصف .

و يمتاز الشعر في هذا العصر بأن يبدأ الشاعر بوصف الأطلال ، و من ثم يصف دابته ، و بعد ذلك يصف محبوبته قبل الدخول إلى الموضوع الرئيسي للقصيدة .

و من أشهر شعراء هذا العصر :

عنترة بن شداد


هو عنترة بن عمرو بن شداد ، وشداد جده غلب على اسم أبيه ، وإنما أدعاه أبوه بعد الكبر وذلك أنه كان لأمة سوداء يقال لها زبيبة وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة أستعبده ، كان بعض أحياء العرب قد أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم وعنترة فيهم ، فقال له أبوه : كر يا عنترة ، قال : العبد لا يحسن الكر ، إنما يحسن الحلاب والصَّر، فقال : كر وأنت حر، فكرَّ وهو يقول :
أنا الهجين عنترة * كل امرئ يحمي حره
أسـودة وأحمرة * والواردات مشفـرة
فقاتل وأبلى واستنقذ ما كان بأيدي عدوهم من الغنيمة فادّعاه أبوه وألحق به نسبه وكان لا يقول من الشعر إلا بيتين أو ثلاثة حتى سابه رجل من بني عبس فرد عليه وافتخر بأفعاله في الغزوات والغارات .

و لعل من أشهر القصائد التي كتبها هي المعلقة التي قال فيها :

هـل غادر الشعراء من متردم أم هـل عرفت الدار بعد توهم
يـادار عـبلة بـالجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
.

عصر صدر الإسلام :


ظهر هذا العصر بعد ظهور النبي – صلى الله عليه و سلم – و انتشار الإسلام .
و قد أثر هذا الإنتشار الواسع للإسلام في الشعر العربي حيث أن الشعراء أدخلوا الألفاظ التي تدل على الإسلام في أشعارهم ، و دافعوا عنه ، إلى أن أصبح الشعراء يجاهدون بأشعارهم .


و من أشهر شعراء هذا العصر :

حسان بن ثابت – شاعر الرسول

هو حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري جاهلي إسلامي متقدم الإسلام إلا أنه لم يشهد مع الرسول مشهداً عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة ومات في خلافة معاوية ، وشعره في الجاهلية أجود منه في الإسلام . كان يفد على ملوك الغساسنة بالشام ويمدحهم وكذلك ملوك الروم .
و من أشعاره التي يدافع فيها عن الإسلام و يهدد العدو :


عـدمنا خـيلنا ان لـم تروها تـثير الـنقع مـوعدها كداءُ
يـبارين الأعـنة مـصعدات عـلى أكـتافها الأسلُ الظماءُ

تـظـل جـيادنا مـتمطراتٍ تـلـطمهن بـالخمر الـنساءُ
فـإما تـعرضوا عنا اعتمرنا وكـان الفتح وانكشف الغطاءُ .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العصر الأموي :

لا يختلف الشعر في العصر الأموي كثيراً عن عصر صدر الإسلام ، و الشعر في العصرين يمتازان بنفس الأغراض الشعرية من مدح الإسلام و الرسول و ذم المعادين لهم ، ألا أن في العصر الأموي ظهر الفخر الفردي و القبلي ، و ظهر الهجاء و برعوا فيه ، و قد أدى ذلك إلى منافسة شرسة بين ثلاثة شعراء و هم : جرير و الأخطل و الفرزدق ، و قد سموا بـ ( شعراء النقائض ) ، و كان كل منهم يهجوا الآخر ، و وصل الأمر إلى شتم القبائل و محو كرامتها .

و من أشهر شعراء هذا العصر :

جرير بن عطية الخطفي


هو جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي من كليب بن يربوع وقد عاش نيفاً وثمانين سنة ومات باليمامة ، يكنى أبا حزرة،
وكان من شعراء النقائض إلا انه كان عفيفاً بعكس الفرزدق الذي كان فاسقاً .


ومع ذلك فقد رثاه قائلاً :

لـعمري لـقد أشجى تميماً وهدها عـلى نـكبات الدهر موت الفرزدق
عـشية راحـوا لـلفراق بـنعشه إلـى جدثٍ في هوة الأرض معمقِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العصر العباسي :

وقد قسم الأدباء هذا العصر إلى قسمين ، العصر العباسي الأول و الثاني ، نظراً لطول هذا العصر ، حيث يمتد كل عصر إلى خمسة قرون .

و من أشهر شعراء هذا العصر :

أبو الطيب المتنبي

هو أبو الطيب احمد بن الحسين الملقب بالمتنبي
وقد أجمع الكثير من الأدباء على انه من أعظم الشعراء ان لم يكن هو أشعرهم ، وقديما في عصره لقب بمالئ الدنيا وشاغل الناس بل وحتى عامة الناس عندما يقرأون شعره يلاحظون جزالته وقوته وقد أمضى حياته في طلب الولاية والمنصب فلم يتول ولاية ولم يتقلد منصباً لكنه خلف ديواناً فيه من عيون القصائد العربية الشئ الكثير وقتله فاتك الأسدي بسبب ان أبا الطيب كان قد هجاه وهجا قبيلته وهو كما قيل الشاعر الذي قتله لسانه
ولعل البيت الذي كان سبباً في إقدامة على مقاتلة فاتك رغم انه أراد أن ينجو بنفسه إلا عندما قيل له ألست أنت القائل:

الخيل والليل والبيداء تعرفني ** والسيف والرمح والقرطاس والقلم
.


و قال يفتخر بنفسه :

أَنـا الَّـذي نَظَرَ الأَعمَى إلى أَدَبي
وأَسـمَعَتْ كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
أَنـامُ مِـلءَ جُـفُوفي عن شَوارِدِها
ويَـسْهَرُ الخَلْق ُ جَرَّاها ويَختَصِمُ
.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العصر الأندلسي :

بدأ هذا العصر بعد فتح الأندلس على يد طارق بن زياد ، و سكنوا المسلمون فيها ثمانية قرون ، و يعتبر هذا أطول فترة إستعمار في التاريخ ، و رأى المسلمون في الأندلس كل ماهو غريب و عجيب ، فقد رأوا الأراضي الخضراء و الجو المعتدل و استمتعوا بالهواء العليل ، بعدما كانوا في حر الصحراء و الأراض القاحلة الواسعة ، و قد أثر هذا التغير الكبير في شعرهم ، مما أدى إلى ظهور ( الموشحات ) ، و هو شعر غنائي ، و لعل من أشهر هذه الموشحات موشحة (جادك الغيث ) للسان الدين بن الخطيب .

و بعد أن استمتعوا المسلمون بجمال الأندلس ، تفرقوا و انقسموا إلى جماعات ، و أصبحت العواصم دولاً ، و كل دولة لها ملكها و جيشها ، و أصبحت الأندلس فريسة سهلة للدول المجاوره ، فقال الشاعر /
أبو البقاء الرندي قصيدة يرثي فيها الأندلس و يصف حالها بعد تشتتها ، وحال المسلمين ، فقال :

لـكل شـيء إذامـاتم نـقصان فـلا يـغر بـطيب العيش إنسان
هـي الأمـور كماشاهدتها دول مـن سره زمـن سـاءته أزمـان
وهـذه الـدار لاتـبقى على أحد ولا يـدوم عـلى حـال لها شان
أين الملوك ذوي التيجان من يمن وأيـن مـنهم أكـاليل وتـيجان
وأيــن مـاشاده شـدادفي إرم وأين ماساسه في الفر س ساسان
وأيـن مـاحازه قارون من ذهب وأيـن عـاد وشـداد وقـحطان .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العصر الحديث :

بعد أن انتهى عصر الأندلس و سقوطها ، و مرور عصر الإنحطاط ، جاء أخيراً عصر الشعر الحديث ، و يتميز هذا العصر بسهولة الألفاظ و سهولة استيعاب الأفكار ، و من أشهر شعراء هذا العصر :

أحمد شوقي

ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة ، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.

و قد دافع أحمد شوقي عن المعلم ، عن طريق كتابته لقصيدة بعنوان ( حق المعلم ) و قال فيها :

قُــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيلا كـادَ الـمعلّمُ أن يـكونَ رسولا
لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يـبني ويـنشئُ أنـفساً وعقولا؟
سـبـحانكَ اللهمَّ خـيـرُ مـعلّمٍ عـلَّمتَ بـالقلمِ الـقرونَ الأولى
أخـرجتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ وهـديتَهُ الـنورَ الـمبينَ سبيلا .


و من الشعراء المعاصرين :

عبدالرحمن العمشاوي

شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية .. ولد في قرية عــراء في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة ..

و رثا أهله عندما ماتوا في الحرب الأمريكية البريطانية على العرب و المسلمين ، فقال :

أبكي ، وماذا تنفَع العَبَراتُ وجميعُ أهلي بالقذائف ماتوا؟

ماتوا،وجيشُ المعتدين،قلوبُهم صخرٌ ، فلا نبْضٌ ولا خَلَََجاتُ

تحت الرُّكام أَنينُهم وصُراخُهم كم مزَّقتْ وجدانيَ الصَّرخاتُ.