غرف الجنة



وإن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق، من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم، وإن في الجنة لغرفا يرى بطونها من ظهورها، وظهورها من بطونها.

وإن المتحابين في الله في الدنيا هم في الجنة على عمود من ياقوتة حمراء، في رأس العمود سبعون ألف غرفة، يشرفون على أهل الجنة، إذا اطلع أحدهم ملأ حسنه بيوت أهل الجنة نورا، كما تملأ الشمس بيوت أهل الدنيا، فيقول أهل الجنة: اخرجوا بنا ننظر إلى المتحابين في الله، فيخرجون، فينظرون في وجوههم مثل القمر ليلة البدر، عليهم ثياب خضر، مكتوب في جباههم بالنور: هؤلاء المتحابون في الله.



خيام الجنة



ويسكنون في خيمة الجنة، وهي من لؤلؤة مجوفة، فرسخ في فرسخ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب، ولها سبعون بابا، كلها من درة، طولها في السماء ستون ميلا، وعرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهلون، حور مقصورات في الخيام، ما يرون الآخرين، ولا يرى بعضهم بعضا، يطوف عليهم المؤمنون، ويتكئون فيها على سرر مصفوفة، بعضها إلى جانب بعض، وعلى سرر موضونة، متكئين عليها متقابلين.

ويذهبون إلى خيراتهم، ولكل مسلم في الجنة خَيْرَة، ولكل خَيرة خيمة، ولكل خيمة أربعة أبواب، يدخل عليها كل يوم من كل باب تحفة وهدية وكرامة، لم تكن قبل ذلك، لا مزجات ولا زفرات، ولا بخرات ولا طماحات، حور عين، كأنهن بيض مكنون.