همسة عتاب


بسم الله الرحمن الرحيم أريد أن أشير هنا إلى بعض همسات النبي ،عليه السلام، المشرقة إلى زوجته أم سلمة، تلك الهمسات التي ستنشر عبيرها حولكم لتشملكم،
ومعناها واضح في الآتي:احفظي ثلاثًا يحفظك الله، واكفل لك عند الله الجنة؛ فقالت: ما هي يا رسول الله؟، قال لها:يا أم سلمة تمسَّكي بتقوى الله، واحفظي عليك لسانك، وصوني عينيك. قالت:زدني يا رسول الله؛ فقال لها:عليك بتقوى الله؛ فإنها تفتح السبل، وتذهب الحزن، وتشرح الصدر.قالت: زدني يا رسول الله، قال:إذا أردت أن تضعي الطيب؛ فاجعلي لسانك عذب بذكر الله، وإذا أردت أن تتزيّني؛ فاجعلي نصب عينيك الحياء من الله...
وإني أركّز من تلك الهمسات على ما يرتبط باللسان، وأبثّها همسة عتاب، وأقول؛ كما قال الشاعر:
الصمت زين والسكوت سلامة
فإذا ندمت على سكوتك مرة
فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
فلتندمن على الكلام مرارا
وقد قال عليه السلام: "لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم وصدورهم؛ فقلت من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم". وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال: "وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا" .
من هنا فإنني أشدد على طريقة استخدام اللسان، فقد أدّى استخدامه الخاطئ في مواضع الثرثرة والكذب إلى عدد لا بأس به من أحداث العنف في المجتمع العربيّ، فهذا ضرب معلِّمه بسبب اللسان، وآخر قتل جاره رميًا بالرصاص لأنه غضب من كلامه، وذاك طلّق زوجته بسبب كلام تافه، وهكذا نرى أنه لا بدّ من التفكير والتروّي قبل كلّ شيء، لأنّ اللسان هو سبب الهاوية، من هنا أختم همسة عتابي إلى أفراد المجتمع دون استثناء؛ بقول الشاعر:
إن كان ينطق ناطق من فضة فالصمت درّ زانه الياقوت