اعتبر اللواء الركن الدكتور بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود مدير إدارة الثقافة والتعليم للقوات المسلحة أن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله ثالث أقوى شخصية في العالم في استطلاع مجلة (فوربس الأمريكية) تتويجاً لجهوده في خدمة الإنسانية واعترافاً عالميا بالمكانة التي تتمتع بها المملكة في الأوساط العالمية كما يجسد جهود خادم الحرمين الشريفين في التنمية وخدمة السلام العالمي، كما يؤكد الاختيار قيمة الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإنسانية جمعاء.
وقال الأمير بندر بن عبدالله أن المملكة العربية السعودية لم تتوان على مر العصور في القيام بمهام حيوية ذات قيمة أمنية على مستوى الاستقرار في كافة مناطق الصراعات داخل أسوار العالم الإسلامي تحديداً فقد تبنت مبادرات ناجحة وقدمت الدعم تلو الدعم على المستويين المادي والمعنوي بل وقفت بصلابة في وجه الأطماع وأدارت بحكمة بالغة لقاءات متعددة بين فرقاء أضحوا أصدقاء وحسنت صورة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض ولا زالت سائرة على نفس النهج الثابت من باب الإيمان الصادق بأهمية دورها الريادي وواجبها الإنساني ومكانتها المرموقة لدى القاصي والداني على حد سواء.
وتأتي تلك الجهود المتواصلة عبر قناعة حقيقية بأهمية الالتفات لتنمية بما يحقق رفاهية الشعوب المسلمة ونبذاً للخلافات التي لا تجلب سوا الدمار والخراب ولا شيء غير هذا.
لم يفتر جهد المملكة على مدى سنوات طويلة حيال نصرة القضايا الإسلامية بشكل عام والعربية على وجه الخصوص، فقد دأبت المملكة على بذل الجهود المضنية ذات الوضوح في المعلم والمقصد لنصرة الحق العربي وتقديم العون والدفاع عن القضايا والتضحية بالغالي والنفيس لتحقيق رفاهية واستقرار الشعوب العربية، ونجحت في إخراج الأمة من مآزق شتى فالمملكة التي وظفت وسخرت مكانتها الراقية والمميزة لنصرة قضية المسلمين الأولى في فلسطين على سبيل المثال منذ سنوات الاحتلال الأولى لا تبتغي أو تنتظر مقابلاً أياً كان نوعه.
وأضاف الأمير بندر: لقد برزت المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول المسلمة التي اهتمت بموضوع الحوار بين المسلمين والغرب، وسبق وخصص البرنامج الثقافي لمهرجان الجنادرية في عامين متتاليين لمناقشة موضوع العلاقة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي ودعت المملكة متخصصين ومثقفين وكتاب ينتمون لديانات مختلفة لمحاورتهم ومناقشتهم، ولعل مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي أطلقها لحوار الحضارات والأديان تنم على حصافة وحكمة وبعد نظر في الترويج للحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان حيث حظيت بترحيب لا نظير له وتحدث عن انعكاساتها الإيجابية العديد من السياسيين والمثقفين ذلك أنها تقطع الطريق على من يرغبون في بث الفرقة بين الثقافات والديانات تحقيقاً لغاياتهم السياسية الخاصة.
وإن تلك المبادرة دعوة لحوار من شأنه تحقيق التفاهم والتسامح كما أشار المتحدث باسم الخارجية البريطانية بيري مارتسون في حديث صحفي قال خلاله إن تحديد خادم الحرمين الشريفين لهذه القضية كقضية ذات أولوية هو الذي أجبر الناس على إعادة النظر والتفكير مجدداً في طبيعة الروابط والأواصر الحضارية والثقافية التي توحد معتقداتنا وثقافاتنا.
ففي القرون الفارطة كان للعلماء والفلاسفة والأطباء وعلماء الفيزياء والرياضيات العرب والمسلمين تأثيراً هائل على أوربا والغرب ومن المهم أن ندرك كم نحن مدينون للحضارات الأخرى ولفضلها في تشكيل قدرتنا وتطوير فهمنا للعالم.
لعلنا نتذكر الجهد البارز للملكة العربية السعودية في أفاء حرائق الحروب بمنطقه ساخنة شديدة الخصوصية بدء من فلسطين وانتهاء بالعراق مروراً بما يحدث في أفغانستان وبقية البلدان الإسلامية وشواهد الاهتمام اللامحدود تضيق بسردها الصفحات فالمنكوبين تمتد نحوهم الأيادي السعودية البيضاء بلمح البصر والمشاركة الفاعلة بالفرح والحزن ماثلة للعيان في كافة التصرفات قولاً وعملاً وتشهد الوقائع الفعلية على رعاية السعودية لكل ما من شأنه بسط الاستقرار في العالم الإسلامي فقد تبنت مؤتمرات ولقاءات لحل قضايا جسام وليس أولها لقاء الطائف لإيقاف الحرب الأهلية اللبنانية وليس أخرها لقاء مكة المكرمة للم شمل الأشقاء الفلسطينيين فبينهما جهود مضنية ومقدرة لترسيخ الأمن والاستقرار في أوساط العالم الإسلامي وبعدهما استمرار لنهج مميز جعل من المملكة العربية السعودية الحاضن الحقيقي لهموم الأمة والقلب النابض للمسلمين الذي يؤمن مقدساتها بالملايين ليجدوا ما يسرهم ويتفرغوا تماما لأداء مناسكهم بيسر وسهولة قل أن يكون لها نظير.
لقد جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للفرقاء العراقيين مؤخرا استمرار لنهج حكيم هادف فقد تألم، حفظه الله، مثلما تألم كل عربي مخلص من تأخر الوفاق العراقي لتشكيل الحكومة وبعد أن تعثر تشكيلها دعا رعاه الله للقاء الرياض للتعجيل في تشكيل الحكومة والالتفات للتنمية عوضاً عن التناحر وليس للملكة مصلحة أياً كانت جراء تلك الدعوة فقد دأبت على الوقوف بمسافة واحدة من كل الأطراف المتنازعة وتعودت على عدم التدخل في شئون الغير إلا أن الغيرة العربية تدفعها للعمل على حلحلة الصعاب وتقريب وجهات النظر.
وجاء مؤخرا اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ثالث أقوى شخصية في العالم في استطلاع مجلة (فوربس الأمريكية) تتويجاً لجهوده في خدمة الإنسانية واعترافاً عالميا بالمكانة التي تتمتع بها المملكة في الأوساط العالمية كما يجسد جهود خادم الحرمين الشريفين في التنمية وخدمة السلام العالمي كما يؤكد الاختيار قيمة الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإنسانية جمعاء. وتستمر المملكة العربية السعودية في هذا المسلك الطيب بدعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني في مستويات عدة غير محصورة بالعمل السياسي فقط إذ تشمل المجالات كافة بما فيها المجال الرياضي والاقتصادي والاجتماعي. حفظ الله الأمة الإسلامية من كل مكروه وجعل الألفة والمحبة عنوان التلاقي